تقع حزما إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس. تحدها من الشرق أطراف قرية جبع، ومن الشمال قرية جبع نفسها، ومن الغرب قرية بيت حنينا، ومن الجنوب قرية عناتا.2 تم تقسيم حزما إلى مناطق (ب) و(ج) وفق اتفاقيات أوسلو عام 1993. يقع ما يقارب 90% من أراضي القرية في منطقة (ج)، مما يعني أنها تحت الإدارة العسكرية والمدنية الإدارية الكاملة لسلطات الاحتلال.
وفقاً لمجلس قروي حزما، تعني كلمة "حزما" العزيمة والحزم وقوة الإدارة"، ويرجع أصل التسمية إلى مئات السنين. العديد من شباب القرية انخرطوا في النضال التحرري الفلسطيني مما جعلهم من ضمن الأهداف الأولى لجيش الاحتلال. العديد من الشباب تم اعتقالهم وتعذيبهم، وبعضهم استشهد. كان من بين الشهداء الأخوان ثابت ومؤيد صلاح الدين. استشهد مؤيد في الانتفاضة الثانية عام 2001 عندما كان عمره 24 عاماً، ولكن سلطات الاحتلال احتجزت جثمانه ولم تفرج عنه حتى الثالث والعشرين من شباط 2014، بعد 13 عاماً على استشهاده.3
في القرية ثلاثة جوامع رئيسية، أربع مدارس حكومية ومدرستان خاصتان. وتوجد في حزما منطقة صناعية وتجارية تخدم المجتمع المحلي والمجاور. كما تتميز حزما باطلالة خلابة على الغور حيث التلال التي تصل إلى وادي القلط وعيون المياه العذبه الخاصّة به. وقد كانت أجيال كثيرة من عائلات حزما تقضي أوقات فراغها بالتنزه بالقرب من تلك العيون. بعد حرب 1967، تمت مصادرة أجزاء من أراضي حزما لصالح بناء المستوطنات المجاورة مثل "نفيه يعكوف"، و"بسجات زئيف"، و"جعفات بنيامين"، و"ألمون". وقد أدى بناء الجدار عام 2004 إلى المزيد من مصادرة الأراضي.4 كما أنه قطع أهالي القرية من حملة بطاقات الهوية الفلسطينية عن الخدمات التعليمية والصحية التي كانوا يتلقونها في مدينة القدس.
تحديات أمام المجتمع
حاجز حزما
يعتبر حاجز حزما الذي أقيم أساساً على أراضي حزما المصادرة مثالاً على عزل القدس من ضواحيها وقراها وسائر الضفة الغربية. المنفذ الوحيد للقدس عبر هذا الحاجز يتيح المرور فقط لمن يحمل بطاقات الهوية الإسرائيلية، بينما يمنع مرور سكان حزما من حاملي البطاقات الفلسطينية إلا في حال حصولهم على تصريح.
جدار الضمّ والتوسع
يحاط الجزء الغربيّ من قرية حزما بجدار الضمّ والتوسع وحاجز حزما، كما يخترق الجدار مساحات واسعة من الجزء الشمالي للقرية. في المجمل، أدى الجدار إلى عزل 4000 دونم، 40% من أراضي حزما عن مركز القرية.5 أدى عزل حزما عن القدس إلى آثار سلبية كبيرة على المجتمع، منها تقييد حرية الحركة ومنع أهالي القرية من دخول القدس وحرمانهم من مرافق المدينة الصحية والتعليمية. وقد كان قطاع العمال والمزارعين الأكثر تضرراً ببناء الجدار، إذ يجدون صعوبة بالغة في استصدار تصاريح للعمل في الأراضي المحتلة عام 1948. وقد وصلت نسبة البطالة في حزما عام 2010 إلى ما يقارب 30%، ومن المتوقع ارتفاعها نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة وعزل القرية.6
يحمل الكثيرون من أهالي حزما بطاقات هوية إسرائيلية، نظراً لأن أجزاء من القرية تم ضمّها إلى السيطرة الإسرائيلية بعد نكسة عام 1967. بالتالي، فإن الجدار قد أدى إلى حالات من التفكك الأسري والمجتمعي. أحمد ورقية الخطيب إحدى الأمثلة على ذلك، فبينما يحمل أحمد بطاقة هوية فلسطينية تحمل رقية والأولاد بطاقة الإقامة الإسرائيلية. يعيش كلّ منهما في بيتين منفصلين لا يبعدان عن بعضهما البعض سوى أمتار قليلة، ويمنع أحمد من زيارة زوجته في بيتها الواقع داخل الجدار – في منطقة مسيطر عليها إسرائيلياً – إذ لا يمنح أية تصاريح دخول بحجج أمنية. في المقابل، لا تستطيع رقية الانتقال للعيش في بيت زوجها الواقع في منطقة (ب)، خوفاً من فقدان بطاقة الإقامة الإسرائيلية التي تحملها وأولادها، مما يجبر العائلة على الانقسام في بيتين واللقاء بين الحين والآخر في بيت الزوج.7
التخطيط والبناء
تصنف 90% من أراضي القرية تحت تصنيف منطقة (ج) مما يعني أن رخص البناء تستصدر من سلطات الاحتلال، والتي غالباً ما يستحيل الحصول عليها.8 وقد أدى هذا الوضع إلى تركيز معظم البيوت في جزء صغير من الأرض تتم إدارتها من قبل السلطة الفلسطينية وتقع ضمن تصنيف (ب)، مما يجعل التوسع والتطور العمراني مستحيلاً. ومن المهم الإشارة أن هناك عدد كبير من المشاكل التي يواجهها أهل حزما وسببها الازدحام السكانيّ، مثل البنية التحتية المُثقلة ومرافق الصرف الصّحيّ غير الكافية.
2ملف حزما في معهد الأبحاث التطبيقية – أريج، 2012، تم الوصول إليه في حزيران 2014
3 "حزما تدفن شهيدها مؤيد صلاح الدين، شبكة فلسطين الإخبارية
4ملف حزما، معهد الدراسات التطبيقية أريج، 2002: تم الوصول إليه في حزيران
ملف حزما، معهد الأبحاث التطبيقية – أريج، تم الوصول إليه في حزيران 2014:
7"جدار إسرائيل في القدس يفصل العائلات الفلسطينية"، اسوشييتدبرس، 2014، تم الوصول إليه في أيار 2014